صفعة ثانية يتلقاها نظام الأسد في حماة خلال أقل من شهر
لم يمضِ شهر على الصفعة العسكرية التي تلقاها نظام الأسد والمتمثلة بخسارته أكبر وأهم قطعة عسكرية في الشمال السوري عندما سيطر جيش الفتح على تجمع الكليات جنوب غرب حلب، حتى تلقى مع بداية اليوم الاثنين صفعة جديدة بعد خسارته أكثر من 8 نقاط عسكرية شمال حماة، بالإضافة إلى مدينة حلفايا أكبر مدن الريف الحموي.
فقد أعلن عدد من الفصائل العسكرية المتمثلة بجيش النصر، وتجمع جيش العزة، ولواء أبناء الشام، وجند الأقصى عن معركة "حمم الغضب نصرة لحلب" والتي استهلتها الفصائل بالسيطرة على حواجز المقشرة، والبويضة، والمصاصنة، ثم قرى البويضة والزلاقيات، وحاجز زلين، ثم مدينة حلفايا، كما تم قتل أكثر من 55 عنصرًا لقوات الأسد، وتدمير 4 مدافع رشاشة، وعدة عربات مدرعة وأسر ضابط برتبة عالية.
الأهمية الاستراتيجية
تكتسب معارك ريف حماة الشمالي أهمية استراتيجية خاصة من حيث إنها تدور على بعد كليومترات قليلة من مطار حماة العسكري الذي تقلع منه الطائرات الحربية بشكل يومي لتنفذ هجماتها على المدن في الوسط والشمال السوري، كما أن هذا الريف يجاور بشكل مباشر مدينة حماة.
ويرى الدكتور عبدالمنعم زين الدين المنسق بين فصائل المقاومة السورية أن معارك حماة جاءت لتقوي موقف الفصائل المقاتلة التي تخوض معارك مستمرة يوميًّا في حلب، مؤكدًا كون المعارك التي افتتحتها الفصائل اليوم يخوضها مكون حموي بامتياز، ما يعني أنها لن تؤثر على باقي المعارك بالسلب، على العكس من ذلك فهي ستكون داعمًا قويًّا لها.
وأفاد محمد الرشيد مدير المكتب الإعلامي لجيش النصر في تصريحات حصرية لشبكة الدرر الشامية بأن أهمية المناطق الاستراتيجية التي سيطر عليها فصائل الجيش السوري الحر إلى جانب جند الأقصى تتمثل في أنها خطوط الدفاع الأولى لنظام الأسد عن مدينة حماة ومطار حماة العسكري، مؤكدًا أن المعركة لن تتوقف حتى السيطرة على المدينة.
وأكد القائد العسكري لتجمع جيش العزة النقيب "مصطفى معراتي" في تصريحات خاصة لمراسل شبكة الدرر الشامية أن الفصائل المشاركة في المعركة حققت أول أهدافها القريبة وهي السيطرة على مدينة حلفايا وباتت الوجهة حاليًّا باتجاه مطار حماة العسكري ثم المدينة.
سياسة الضربات المتلاحقة والمحاور المتعددة
لا شك أن العمل العسكري لفصائل جيش الفتح، والجيش الحر يشهد بالفترة الأخيرة تغيرًا بالاستراتيجية وطريقة العمل؛ حيث باتت الفصائل تتقن أسلوب الضربات المتلاحقة، وتبديل محاور الهجوم؛ حيث لا تترك لنظام الأسد فرصة التقاط الأنفاس، فما إن أعلن نظام الأسد سيطرته على طريق الكاستيلو شمالي حلب، وبدأ يحصنه تحسبًا لهجوم محتمل عليه، باغته جيش الفتح بهجوم من جنوب غربي حلب انتهى بالسيطرة على حي الراموسة وفتح شريان جديد إلى الأحياء الشرقية المحاصَرة، ليتبعه الجيش الحر ممثلًا بجيش النصر وحركة بيان بهجوم شرقي حماة بالقرب من طريق إمداد النظام إلى محافظة حلب أدى إلى السيطرة على محمية الغزلان، ثم إطلاق معركة صباح اليوم في الريف الشمالي، ما يساهم بتشتيت جهود قوات الأسد وعدم إعطائها فرصة اختيار ساحة معركة جديدة وحشد قوات فيها.
تأتي هذه التطورات مع ورود معلومات عسكرية عن حشد جديد لفصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب لشن هجوم جديد على نقاط متعددة ضمن مدينة حلب بهدف استكمال الأعمال العسكرية بوقت تعاني منه قوات الأسد استنزافًا حادًّا على مدى ثلاثة أسابيع؛ حيث يسقط بشكل شبه يومي العشرات من القتلى والجرحى في محاولات استرداد تجمع الكليات.
No comments: