-->

فقط في سوريا: اعتقلته المخابرات بسبب اسم زوجته

ميخائيل سعد،صدى الساحل
في جلسة نميمة مع أحد الاصدقاء الحوارنة، روى لنا قصة حقيقية، جرت مع أحد أصدقائه في السنة الأولى للثورة، قال:
من المعروف أن النظام الأسدي، كان يراقب أغلب خطوط الهاتف، وخاصة تلك التي تعود ملكيتها لأشخاص مشكوك في ولائهم للنظام، فيتم وصل خط الهاتف الذي يجب أن يُراقب بجهاز كمبيوتر مشفّر، يعني عندما تمر كلمة لها علاقة بالثورة، أو السلاح أو المظاهرات أو الجوامع أو العزاء، أو أي نوع من الاحتجاج، يلتقطها الكمبيوتر فورا ويرسلها إلى جهاز المخابرات المعني بالأمر، ليتم التحقيق مع صاحب خط الهاتف، بعد ذلك.
ويشاء سوء حظ صديق صديقنا الحوراني، ان زوجته اسمها “ذخيرة”، وهو اسم حوراني حقيقي، وليس اسما وهمياً، كما تفعل عادة جماعة الفيسبوك. فكان كلما ورد اسم “ذخيرة” في مكالمات الهاتف في بيت الرجل، خاصة اذا كانت المتكلمة حماته، فهي لا تتوقف عن سؤاله عن ذخيرة، وهل عادت، ومتى سيرسلها لعندها قبل أن تنفجر؟، فيشعل النور الأحمر في فرع المخابرات فوراً.
أحد الأيام جاءت دورية من الأمن، واعتقلت الرجل صاحب البيت دون سؤال أو جواب، كما هي العادة في سوريا الأسد، واقتادته إلى الفرع للتحقيق معه. وكالعادة بدأ الرجال “البواسل” بالضرب والركل والدولاب قبل ان يسألوا الرجل أي سؤال، أخيرا، وبعد ان استعطفهم عشرات المرات من أجل معرفة الاسباب أو السبب الذي يضربونه من أجله، طلب منه “المعلم” أن يعترف عن أماكن الأسلحة، ونوعيتها، ومن أوصلها له، كي يقدمها “للارهابيين”.
وعندما أنكر الرجل التهمة الرهيبة التي يعرف أن نهايتها الموت، أستمر عناصر الفرع بضربه والتنكيل به، الى أن استطاع أحد العناصر الانفراد به في التحقيق، حسب لعبة معروفة ومكررة، فأبدى تعاطفه معه بحجة أن الاثنين مسيحيان، وقال له: يا حمار اعترف وين الذخيرة، كنا عم نسمع كل المكالمات التي تصلك الى البيت، وكان المتصل يتكلم مع ”الذخيرة“ أو عنها.
هنا انتبه الرجل للالتباس الحاصل، فقال: والله يا شباب في سوء تفاهم، فذخيرة هي زوجتي، وهذا دفتر عائلتي، وباستطاعتكم التأكد من اسمها بسهولة.
توقف الضرب، ولكن الرجل بقي في السجن ثلاثة أشهر إضافية، عقوبة له لأنه تزوج من امرأة اسمها “ذخيرة”.

فقط في سوريا: اعتقلته المخابرات بسبب اسم زوجته

No comments:



Contact Form

Name

Email *

Message *