-->

تجدد الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في درعا



اندلعت صباح اليوم الاثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام المدعومة بمليشيا حزب الله اللبناني في منطقة السوق بدرعا المحطة، فيما استهدفت قوات النظام مدينة داعل بصواريخ فيل ومدينة صيدا براجمات الصواريخ الأمر الذي أسفر عن عدد من الإصابات بين المدنيين.

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية إقدام عناصر من جيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم داعش على إعدام رئيس بلدية عابدين في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي رميا بالرصاص بزعم أنه جاسوس للنظام، ونشر التنظيم صورا لعملية الإعدام.

ويسيطر تنظيم داعش على قريتي جملة وعابدين الحدوديتين مع الجولان المحتل، إضافة لمنطقة القصير وكويا على الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية.

وكان جيش خالد قد اعتقل رئيس البلدية قبل نحو شهر بتهمة التعامل والتجسس لصالح النظام حيث كان يتوجه إلى مناطق النظام في المحافظة للحصول على راتبه كونه موظفا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعدم فيها التنظيم أشخاصا في مناطق سيطرته، وكان من بينهم قادة عسكريون في المعارضة وشخصيات معروفة، أبرزهم يوسف العبسي، شقيق رئيس محكمة دار العدل في حوران في أيار/مايو من عام 2017.

إلى ذلك، تلقي الظروف التي تعيشها الغوطة الشرقية بتداعياتها على محافظة درعا، التي اعتبرت الطرف الأول المعني بما حصل، والوجهة المقبلة لقوات النظام ومليشيات المرتزقة متعددي الجنسيات المساندة لها، وما قد يليها من خيارات للتفاوض.

ومنذ انطلاق الهجوم على الغوطة في 19 من شهر شباط/فبراير الماضي، عاشت فصائل الجيش السوري الحر من الجبهة الجنوبية في درعا والقنيطرة استنفارا عسكريا، وأكدت جاهزيتها، وهددت عبر قيادييها بشنّ هجمات ضد مواقع قوات النظام لمؤازرة الغوطة.

لكن الهجمات لم تحدث حتى الآن، قبل أن يُفاجأ العسكريون والمدنيون بتسارع الأحداث التي انعكست على المشهد بشكل كامل، وتحول الاستنفار إلى حراك المدني في عدة اتجاهات، بين مطالب بالمفاوضات ومن أجراها فعلا، وبين مطالب بالتحرك العسكري الفوري والمعارض له.

وبالتزامن مع خروج عشرات الآلاف من الأهالي والثوار من مدن وبلدات الغوطة الشرقية، شهدت مدن وبلدات درعا نشاطا واسعا وغير متوقعا لعرابي المصالحات، والذين يتركز عملهم بالتمهيد لاتفاقيات المصالحة مع قوات النظام، لتجنيب مناطقهم لسياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري التي يتبعها النظام ضد المناطق المحررة بسبب عجز فصائل المعارضة عن صد هجوم قوات النظام المدعومة بعشرات الآلاف من المرتزقة من جنسيات روسية وإيرانية وأفغانية وباكستانية وعراقية ولبنانية.

حيث قامت بعض الفعاليات المدنية في مدينة الحارّة بريف درعا الشمالي الغربي بتشكيل وفد لم تشارك فيه أي من الفصائل العسكرية، وعقدت اجتماعا مع ممثلين عن قوات النظام وأجهزة المخابرات ومسؤولين عسكريين روس في محافظة السويداء.

وقالت مصادر لصحيفة عنب بلدي إن التهديدات الروسية غلبت على لغة التطمين، وانحصر أسلوب الحوار الذي انتهجه الضابط الروسي بالتهديد المستمر بسيناريو الغوطة الشرقية، والمطالبة بالاستعجال للدخول إلى المصالحة قبل بدء الخيار العسكري.

واشترطت قوات النظام وحلفاؤها الروس أن تبادر فصائل مدينة الحارّة إلى تسليم سلاحها بالكامل، وعودة المنشقين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية ودخول قوات النظام والقوات الرديفة والحليفة لها إلى المدينة.

وأضافت المصادر أن البديل عن الانضمام لقوات النظام هو تشكيل جهة مسلحة واحدة في المدينة تتبع للدفاع الوطني، ويكون قادتها من المدينة نفسها، ويتلقون الدعم المادي والعسكري من قوات النظام، كما تضمنت المفاوضات وعودا بعودة الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء والبلديات إلى المدينة بعد إتمام “المصالحة” فيها.

وليست مدينة الحارّة الوحيدة التي شهدت نشاطًا لعرابي المصالحات، فقد شهدت بلدات عديدة حراكا مماثلا، لكنه “ما زال سريا خوفا من ردود فعل انتقامية من الفصائل العسكرية”، بحسب بعض المصادر حيث تم اجتماع مماثل قادته شخصيات من مدينة جاسم.

بدورها، أصدرت محكمة دار العدل في حوران مذكرة إيقاف بحق المدعو جهاد النعمة، والذي يعمل مختارا لبلدة الكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي، وطالبت جميع الفصائل الثورية في المنطقة الشرقية بإحضاره إلى المحكمة، في خطوة هي الأولى من نوعها على هذا الصعيد، إذ يُتهم مختار البلدة بأنه إحدى أبرز الشخصيات التي تملك اتصالات مع قوات النظام، وقاد وفودا من البلدة في اجتماعات سابقة كانت تهدف لتحييد المدينة عن عمليات القصف الجوي كما جرت العادة في كل المناطق المحررة في سوريا.

ميدانيا أيضا، شهدت مدينة إنخل مظاهرات تطالب بطرد عناصر هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” من المدينة وعدم إقحامها في أي عمل عسكري تخطط له الهيئة ضد فصائل الثوار، كما شهدت بلدتا بصر الحرير ومليحة العطش خلال الأسابيع الماضية موجة نزوح للأهالي خوفا من عمل عسكري لم يبدأ، في الوقت الذي تعيش فيه أحياء درعا المحطة الخاضعة لسيطرة قوات النظام حالة من الترقب إن كانت أحياؤهم ستكون هدفا للمعارضة للسيطرة عليها أو منطلقا لقوات النظام ومليشيات المرتزقة الأجانب باتجاه الأحياء المحررة الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر.

تجدد الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في درعا

No comments:



Contact Form

Name

Email *

Message *