ترامب يردد ما يريده الأسد!
تأتي تصريحات ترامب الأخيرة لتدعم الأسد، ولو بشكل غير مباشر، لكونها تنسجم مع ما تردده ماكينة النظام السوري الإعلامية دائمًا وتروّجه من أن نظام دمشق وحده يخلّص السوريين من براثن “الإرهابيين” المتطرفين.
إيلاف من واشنطن: أكد المرشح الجمهوري دونالد ترامب مرات متكررة خلال حملته الانتخابية أن بشار الأسد وحلفاءه يحاربون “الإرهاب” في سوريا. وأعلن ترامب خلال المناظرة الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أنه لا يحب الأسد بالمرة ولكن “الأسد يقتل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية داعش”. هذا على وجه التحديد ما يريد الأسد أن يوهم العالم به. لكن باحثين يقولون إن أفعال الأسد تثبت العكس.
وهم الاعتدال
وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط والسفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد لمجلة بيزنس إنسايدر: “إن استراتيجية نظام الأسد تتمثل في وضع العالم أمام خيار ثنائي هو إما حكم الأسد العلماني من بعض النواحي… أو سيطرة الإسلاميين المتطرفين وإجبار العالم على الاختيار بينهما”.
وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط والسفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد لمجلة بيزنس إنسايدر: “إن استراتيجية نظام الأسد تتمثل في وضع العالم أمام خيار ثنائي هو إما حكم الأسد العلماني من بعض النواحي… أو سيطرة الإسلاميين المتطرفين وإجبار العالم على الاختيار بينهما”.
أضاف فورد إن “الروس حسموا خيارهم” بالوقوف مع الأسد، حتى إن روسيا الآن من حلفاء الأسد الكبار في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. وفي حين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزعم أن قواته التي أرسلها إلى سوريا تحارب “الإرهاب” في سوريا فإنها استهدفت في الغالب فصائل معتدلة في المعارضة المسلحة تحارب نظام الأسد.
ويشير المحللون إلى أن هناك جبهات متعددة في النزاع السوري، حيث تسعى جماعات “إرهابية”، مثل داعش وأخرى ترتبط بتنظيم القاعدة، إلى السيطرة على الأرض، وهناك فصائل معتدلة تنتمي إلى المعارضة الوطنية السوري. لكن هدف نظام الأسد الرئيس هو سحق المعارضة الوطنية المعتدلة، لكي يبدو نظامه مشروعًا بالمقارنة مع الجماعات المتطرفة الباقية على الساحة.
وقال فورد “لهذا السبب ليست هذه الجماعات هدف النظام الرئيس، بل أمضى كل وقته تقريبًا يحاول القضاء على المعارضة المعتدلة، لأنه يريد اختزال الوضع إلى خيار بين المتطرفين والأسد”.
حصار مزدوج
وبحسب معهد دراسة الحرب في واشنطن، فإن تحليل الضربات الجوية الروسية من سبتمبر 2015 إلى سبتمبر 2016 يبيّن “أن مزاعم روسيا بضرب الإرهابيين باطلة بشكل واضح، لأن الروس دأبوا على استهداف فصائل المعارضة المعتدلة، وخاصة التي تعمل مع الغرب”.
وبحسب معهد دراسة الحرب في واشنطن، فإن تحليل الضربات الجوية الروسية من سبتمبر 2015 إلى سبتمبر 2016 يبيّن “أن مزاعم روسيا بضرب الإرهابيين باطلة بشكل واضح، لأن الروس دأبوا على استهداف فصائل المعارضة المعتدلة، وخاصة التي تعمل مع الغرب”.
وقال مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي فريد هوف لمجلة بيزنس إنسايدر “إن روسيا منذ تدخلها في سوريا قبل عام لإنقاذ الأسد ركزت قوتها النارية بصورة تكاد أن تكون حصرية ضد المدنيين السوريين والوطنيين السوريين المعارضين للأسد، وهم أنفسهم الذين يستهدفهم داعش أيضًا”. وأضاف هوف “ان داعش والأسد وروسيا وايران تشترك في هدف واحد هو ان يكون داعش والأسد آخر ما يبقى قائماً في سوريا”.
وأشار هوف إلى أن مواقف ترامب بشأن الحرب في سوريا تنمّ عن جهل بتعقيد المشكلة. وقال إن ترامب “على ما يبدو لم يدرس القضية بأي عمق، بخلاف مرشحه لمنصب نائب الرئيس، الذي دعا إلى الدفاع عن حلب ضد نظام لا يعرف الرحمة وضد الهجمات الروسية”.
رؤى مبتورة
وأعرب فورد عن اتفاقه مع هذا الرأي قائلًا: “مع كل الاحترام لمستر ترامب، فإنه لا يعرف ما يقول، ولا أعتقد أن دونالد ترامب يفهم أن مشكلة داعش مشكلة سياسية من حيث الأساس، وليست مشكلة عسكرية، ولا يمكن حلها بمعالجة عسكرية محضة”.
وأعرب فورد عن اتفاقه مع هذا الرأي قائلًا: “مع كل الاحترام لمستر ترامب، فإنه لا يعرف ما يقول، ولا أعتقد أن دونالد ترامب يفهم أن مشكلة داعش مشكلة سياسية من حيث الأساس، وليست مشكلة عسكرية، ولا يمكن حلها بمعالجة عسكرية محضة”.
تبيّن الأرقام أن نظام الأسد قتل من المدنيين أكثر بكثير مما قتلت الجماعات “الإرهابية”، وبالتالي فانه العدو الرئيسي للشعب السوري.
وأعلن فورد أن “إشراك بشار الأسد طرفًا في الحل، في حين أن نظامه نفسه هو أصل المشكلة السياسية، ليس منطقيًا، وهو ليس منطقيًا بنظري، بل إنه قد يزيد المشكلة تفاقمًا لجهة مساعدة “الجهاديين” على تجنيد عناصر في صفوفهم”.
ويقول باحثون إن “الإرهاب” في سوريا مشكلة سياسية، لأن بقاء الأسد واستهدافه المدنيين بلا هوادة سيقنع البعض بالانضمام إلى جماعات “إرهابية” أحسن تسليحًا وتخليص النظام من مقاتلي المعارضة الوطنية.
أعدت “إيلاف” هذه المادة نقلًا عن مجلة بيزنس إنسايدر
No comments: