اتفاق أمريكي-روسي لاقتسام سوريا بمشاركة تركيا وإيران
أكدت مصادر أمريكية مطلعة أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودولاً إقليمية قد توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا وذلك في أعقاب اللقاء "الحميمي" الذي جمع الرئيسين ترامب وبوتين في هامبورغ (7 يوليو 2017)، مشيرة إلى أن إيران قد وافقت بدورها على ذلك الاتفاق.
يُعتبر هذا الاتفاق أهم اختراق تم التوصل إليه في واحدة من أكثر الجبهات اضطراباً وأشدها تأثيراً على أمن عمّان وتل أبيب، حيث بُذلت جهود كبيرة لإقناع طهران بالانضمام إلى الاتفاق، وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالاً عاجلاً قبل القمة مع مستشار الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني عرض عليه صفقة مقايضة تتضمن تنازل إيران عن مناطق سيطرتها في الجبهة الجنوبية على الحدود السورية مع إسرائيل والأردن مقابل الإقرار بسيطرتها على الجزء الأكبر من الجبهة الشرقية على طول الحدود السورية العراقية، وعلى الرغم من أن الصفقة المحدودة التي أبرمها بوتين وترامب تمنح إسرائيل والأردن نوعاً من الأمن على حدودهما مع سوريا؛ إلا إنها في المقابل تمنح إيران حرية الحركة في مناطق أخرى من سوريا.
ورأت المصادر أن لقاء ترامب-بوتين (الذي كان مخططا لنصف ساعة فقط ، استمر لساعتين وست عشرة دقيقة) حيث تركز الاجتماع على الشأن السوري، الذي يعتبر الاتفاق حوله مقدمة لصفقة كبرى تشمل أكبر إعادة تقسيم لمناطق السيطرة والنفوذ منذ اتفاقية "سايكس-بيكو"، ويتضمن وضع ترتيبات نهائية لسيطرة القوى الفاعلة على المناطق الحدودية والمعابر الرئيسية والمدن "السنية" الرئيسة في المنطقة وعلى رأسها الموصل والرقة وحلب وحمص ودمشق، ودرعا التي تم اختيارها لتكون كبش فداءٍ يذبح لبناء الثقة بين الطرفين.
وأشار الباحث في جامعة "ليون" الفرنسية فابريس بالونش إلى أن النظام وحلفاؤه يتوسعون بشكل منهجي في "البادية"، ويستولون على نقاط المياه، وطرق المواصلات، وحقول النفط والغاز، ومناجم الفوسفات، حيث أُسندت هذه المهمة إلى "لواء صقور الصحراء"، وهو جيش خاص يموله رجل الأعمال أيمن جابر المقرب من بشار الأسد مقابل حصوله على حصة من إنتاج النفط والغاز من الآبار المحررة، ثم انضمت إليهم في مايو الماضي الميلشيات التابعة لإيران في حملة شاملة باتجاه دير الزور عبر مدينة السخنة التي تمثل العقبة الأخيرة قبل دير الزور، مرجحاً ما ذهب إليه ديفيد إيغناتيوس في مقال كتبه بصحيفة "واشنطن بوست" (4 يوليو 2017) رأى فيه أن واشنطن وموسكو قد قسمتا بالفعل وادي الفرات: الرقة للولايات المتحدة ودير الزور لروسيا، ومؤكداً في الوقت نفسه أن الوضع العسكري الحالي يعزز الظنون المتعلقة بوجود هذه الصفقة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن تل أبيب لم تكن جزءاً من الاتفاق، ولكنها اطلعت على كل تفاصيله، ويبدو أن ذلك يأتي ضمن جهود تبذلها واشنطن وموسكو للتوصل إلى اتفاق شامل بالاشتراك مع طهران وأنقرة وتل أبيب على تثبيت الأمر الواقع لتقسيم سوريا إلى أربعة مناطق "تخفيف توتر" في: إدلب، والغوطة الشرقية، وحمص، ودرعا، تمهيداً لتأسيس فيدرالية هشة ضمن اتفاق محاصصة دولية واقتسام مشاريع "إعادة إعمار سوريا"، التي تشمل: منطقة "خفض توتر" في إدلب ومحيطها بنفوذ عسكري روسي-تركي، وضمان سيطرة إيران على المحافظات الوسطى، وإنشاء إقليم حكم ذاتي للأكراد في القامشلي وبعض مناطق الرقة، في حين تبقى درعا إقليماً جنوبياً مستقلا بصورة تحافظ على المصالح الأردنية تحت إشراف دولي.
المصدر : syrianoor
No comments: