تحذيرات لتركيا من فخ شبيه بفخ عين العرب
صرح رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، في لقاء مع قناة العربية بتاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر 2015، بأن تركيا ترى الموصل وشمال سوريا خطين مهمين لأمنها واستقرارها السياسي والاقتصادي، وأن تركيا ستبذل كافة جهودها لمساعدة الحكومة العراقية في دحر داعش من الموصل من خلال المساعدات اللوجستية والتدريب، ولن تسمح بوجود خطر يهدد أمنها القومي في شمال سوريا.
وفي هذا السياق، أكّد إبراهيم كاراغول رئيس تحرير صحيفة يني شفق أن خطي حلب عاصمة الشمال السوري، والموصل هما درعا الدفاع الأول لتركيا من جهة حدودها مع الشرق الأوسط، موضحًا أن الحكومة التركية ستبذل كل ما بوسعها لمنع تنامي أي خطر إرهابي على طول الخطين.
وتابع كاراغول موضحًا أن أي كيان قومي أو إيديولوجي يسعى لتغيير الحدود الجغرافية أو المعايير الديمغرافية للمنطقتين سيكون العدو الأول لتركيا وسيقع في نطاق الأهداف التركية.
ووفقًا لكاراغول فإن أي دولة أجنبية تحاول تأسيس قواعد عسكرية لها في تلك المناطق، ستعتبر تهديدًا لتركيا التي لن تتوانى عن استخدام أي وسيلة لصد مثل هذه التهديدات الاستراتيجية.
وأوضح كاراغول أن أي دولة محل تركيا ستقوم بنفس الإجراءات للحيلولة دون تغيير الخريطة السورية التي إن تغيّرت فإنها ستؤثر على خريطة تركيا لا محالة، مبينًا أنه في حال تم تأسيس الحزام الكردي في شمال سوريا، فلن يمر كثير من الوقت قبل أن يتشكل الحزام الكردي في جنوب شرقي تركيا.
يحذر كاراغول من وقوع تركيا في فخ عين العرب كوباني من جديد، مشيرًا إلى أن تركيا دعمت تأسيس الكيان الكردي في عين العرب كوباني من خلال تقديمها الدعم اللوجستي للقوات الكردية، واليوم ما يجب أن تفعله تركيا هو طرد القوات الكردية المتمركزة في غرب الفرات إلى شرقه دون تقديم أي اعتبار للضغوطات الدبلوماسية التي تقوم بها الدولة الداعمة لها.
وأضاف كاراغول أن تهاون تركيا مع القوات الكردية وانصياعها للضغوط الدبلوماسية سيكون خطأً استراتيجيًا ستندم عليه مثلما ندمت على دعمها للقوات الكردية لوجستيًا في عين العرب، منوّهًا إلى أن تركيا برهنت قدرتها على تحقيق أهدافها عبر عملية "درع الفرات"، لذا لا داعي للتراجع عن طرد القوات الكردية بالكامل إلى الشرق من الفرات.
ويوضح كاراغول في مقاله بصحيفة يني شفق "على تركيا الحذر من فخ عين العرب كوباني" أن جميع الدول الآن تقوم على حماية نفسها خارج حدودها وليس داخلها، وتحرك تركيا خارج حدودها لإجهاض عمليات التغيير الديمغرافي والجغرافي ورفع مستوى تأثيرها الدبلوماسي السياسي يعتبر أمرًا طبيعيًا جدًا.
وألمح كاراغول إلى أن تركيا لا تحافظ على المكون الديمغرافي للمناطق المحيطة بها من خلال العلميات العسكرية فقط، بل إنها تستخدم القوة السلمية الناعمة أيضًا لتحقيق ذلك، موضحًا أن قوات حفظ السلام التركية الموجودة في منطقة البلقان والمساعدات الإنسانية الخدمية المقدمة للاجئين السوريين والعراقيين والمساعدات الخدمية التي ستقدم لسكان جرابلس أيضًا، هي محاولات من الحكومة التركية للحفاظ على المكون الديمغرافي الذي يحول دون تشكل مكون ديمغرافي آخر يؤثر على الأمن الاستراتيجي لتركيا.
وفي هذا الإطار، وصف كاراغول العملية العسكرية التركية في شمال سوريا بأنها عملية دفاعية وليست حربًا، معربًا عن أمله في تحقيق تركيا لأهدافها في أسرع وقت ممكن، ليتم تسليم السلطة الإدارية للجيش الحر ويعود الجيش التركي إلى وطنه مع الإبقاء على استمرار الدعم اللوجستي.
وأشار كاراغول إلى أن تركيا تحظى بتعاون وثيق مع جميع القوى الفاعلة في سوريا، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي تستهدف تركيا عبر حزب العمال الكردستاني أو داعش، مضيفًا أن على تركيا أن تحسب كل نقطة تحرك مع أمريكا مئة مرة، لتفادي أي خطوة غادرة.
وختامًا، يسلط كاراغول الضوء على فخ عين العرب الذي سقطت به تركيا بعد ضغوط دبلوماسية مُورست عليها من جهة معروفة بعينها، واليوم تحاول هذه الجهة إسقاط تركيا في نفس الفخ من خلال دعوتها لتوسيع نطاق تحركها، وهذا طبيعي، فالكل يحاول اللعب باحترافية على الساحة الدولية، وفي ضوء ذلك، لا بد أن تلعب تركيا بنفس الاحترافية.
المصدر : ترك برس
تحرير : صدى الساحل
...............
...............
ليست هناك تعليقات: