واشنطن تحسم خياراتها في سوريا وطهران في مقدمة أولوياتها
وضع وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، مؤخراً، نهجاً أميركياً جديداً تجاه الصراع في سوريا، وسرعان ما أصبح هناك أمران واضحان: الولايات المتحدة ستبقى في سوريا، والصراع مع إيران ربما يكون مُقبلاً.
تركَّز الوجود الأميركي، حتى هذه اللحظة، على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، التنظيم الإرهابي الذي سيطر على مساحاتٍ واسعة من العراق وسوريا في 2014. لكن مع تراجع داعش السريع وانتزاع كل الأراضي التي كان يسيطر عليها -وتعادل مساحة بريطانيا- من قبضته تقريباً، وصف تيلرسون إيران بأنَّها التهديد الرئيسي الجديد للمصالح الأميركية في سوريا، وفق ما ذكره موقع Business Insider البريطاني.
وقال تيلرسون في وقتٍ سابق من هذا الشهر (يناير/كانون الثاني): “التهديدات الاستراتيجية المتواصلة للولايات المتحدة لا تزال مستمرة، ليس من داعش والقاعدة فحسب؛ بل من آخرين كذلك. وهذا التهديد الذي أشير إليه هو بالأساس إيران”.
وأضاف أنَّ إيران “في وضعٍ يُمكِّنها من مواصلة مهاجمة المصالح الأميركية، وحلفائنا، وجنودنا في المنطقة”، عن طريق تمركزها بسوريا.
وقال تيلرسون بعباراتٍ لا لبس فيها، إنَّ إيران تحلم بإقامة شريط أرضي يربطها بحليفها لبنان عبر سوريا، حيث يمكنها تقديم الأسلحة لدعم الجماعات المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل. وأشار إلى أنَّ إحدى النتائج النهائية التي ترغب فيها الولايات المتحدة، هي “تقليص النفوذ الإيراني بسوريا، وحرمان الإيرانيين من إقامة شريطٍ شمالي، وأن يكون جيران سوريا في مأمنٍ من كل التهديدات النابعة من سوريا”.
وفي حين لا تضمن الاستراتيجية الجديدة قتالاً صريحاً بين الولايات المتحدة وإيران، فإنَّها تضع 2000 جندي أميركي تقريباً، موجودين بسوريا، في حالة تنافسٍ استراتيجي مباشر مع قوات إيران هناك، البالغة 70 ألفاً.
ليست هناك تعليقات: