تعرف على كتيبة الموت الإسلامية في التاريخ الاسلامي

بالتأكيد جميعنا نسمع في الجيوش عن فرق الكوماندز وفرق العمليات الخاصة وفرق الموت وغيرهم..!!

ولكنكم ستذهلون عندما تعلمون أن هناك ومنذ عهد الصحابة من أقام تلك الفرق في مواجهة أقوى الجيوش في ذلك الوقت وخصوصا أمام جيش الروم الهائل بل وفي معركة من أخطر المعارك لا وهي معركة اليرموك الخالدة بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضى الله عنه وأرضاه.. 

وذلك عندما قام جيش الروم الهائل الذي قيل عنه فى رواية انه كان يبلغ ٢٤٠ الف محارب وفى روايات أخري قيل نص مليون محارب..!!، المهم ان هذا الجيش الهائل اوشك على تدمير جيش المسلمين بعد أن قامو بمحاصرتهم من كل جانب , 

وهنا فزع عكرمة بن أبي جهل رضى الله عنه فتناول هذا البطل الاسلامي الفذ سيفه وكسر غمده واتخذ القرار الأصعب في حياة أي انسان لقد إتخذ قرار الموت فنادى في المسلمين : أيها المسلمون من يبايع على الموت ؟ 

فتقدم إليه ٤٠٠ فدائي ليكونوا ما يعرف باسم " كتيبة الموت الاسلامية " عندها اتجه إليه " خالد بن الوليد " وحاول منعه من التضحية بنفسه فقال له عكرمة رضى الله عنه "إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سابقة أما أنا وأبي فقد كنا أشد الناس على رسول الله فدعني ُأكفر عما سلف"

حقا يا عكرمة لقد نقشت اسمك فى التاريخ الإسلامي العظيم بسطور من ذهب، ويكفيك فخراً انه بمجرد ذكر اسمك ونسبك لابد أن يقال أنك البطل المسلم ابن فرعون هذه الأمة " أبو جهل " ولكنك صدقت الله وذُقت حلاوة الايمان في قلبك فقدمت أبدع التضحيات يا فخر أمتنا،

ومن هنا نقول ان أول من كَون وحدة موت إسلامية وفك بها كرب الجيش الإسلامي أمام جحافل الروم هو الصحابي الجليل عكرمة رضى الله عنه وأرضاه..،

وانطلقت كتيبة الموت الاسلامية والتي فاجأت الروم وقدمت الفدائي تلو الفدائي تنقض عليهم كالأسود الجارحه تدكك جماجمهم،.. وتقدم " عكرمه بن أبي جهل " بنفسه الى قلب الجيش الروماني ليكسر حصار المسلمين واستطاع بالفعل إحداث ثغره في جيش العدو .

فأمر قائد الروم أن تصوب كل سهامهم نحو هذا الفدائي فسقط فرس عكرمة من كثرة السهام التي انغرست فيه عندها صوب الروم سهامهم نحوه والى قلبه، ولما رأى المسلمون ذلك المنظر البطولي اندفع فدائيوا كتيبة الموت نحو قائدهم وتقهقر الروم بعد ما رأوا رجالاً يتقدموا للموت المحقق وقذف الله في قلوبهم الرعب واستطاعت تلك الوحدة من كسر الحصار على جيش المسلمين .

و بعد المعركة بحث " خالد بن الوليد " عن " عكرمة " ليجده و هو ملقى بين اثنين من جنود كتيبة الموت الفدائية " وهما الحارث بن هشام " و " عياش بن أبي ربيعة " و الدماء تسيل منهم جميعاً , وطلب الحارث بن هشام ماءاً وقبل أن يشرب نظر الى " عكرمة " فقال لحامل الماء اجعل عكرمة يشرب فهو أكثر عطشاً مني فلما اقترب منه حامل الماء قال له عكرمة احمله الى عياش أولا فلما وصل الماء الى عياش قال لا اشرب حتى يشرب أخي الذي طلب الماء أولاً فالتفت الساقي الى الحارث بن هشام فاذا هو قد فارق الحياة فنظر الى عكرمة فاذا هو وقد استشهد فنظر الى عياش فوجده ساكن الانفاس 

الايثار في اسمى معانيه و التضحية في اقوى معانيها فقط لاعلاء كلمة الاسلام و ابتغاء وجه الله نحسبهم على ذلك و لا نزكي على الله أحد..

رحمهم الله تعالي وغفر لهم..

بقلم : محمد منصور