-->

سلسلة فرسان الهيكل المقدس - الجزء الرابع -


 فرسان الهيكل المقدس


الجزء الرابع



 تعرف على جرائم شياطين جهنم

....


بسم الله الرحمن الرحيم
 والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:




دعونا الآن ندخل فى موضوع الليلة وهو فرسان هيكل سليمان وعلاقتهم بالشيعة الحشاشين.

فى البداية يجب ان تعلموا أنه قد اجتمع على عداوة الإسلام كل الفرقاء وتحالفوا وأقاموا بينهم المواثيق والعهود لكى ينالوا من هذا الدين، وكان من نبوءة رسولنا عليه الصلاة والسلام أنْ تتداعى علينا الأمم، وتَجلَّت نبوءته بأنْ تداعت علينا نحن معشرَ المسلمين حتى المنظمات والحركات الهدَّامة، فما مر زمنٌ إلاَّ وتولَّدت من رحم الحقد، تَتَدافع للنَّيل من الإسلام والمسلمين، وتمالأ علينا حتى مَن كانوا فرقاء بينهم، فعلينا صاروا أشِقَّاء، لكن في العدواة لا غير، ففي زمن الرسول عليه الصلاة والسلام تَحالف اليهودُ أهل الكتاب، مع كفار قريش أهل الوثنية، ولا جامعَ بينهم غير عداوة أهلِ الإسلام ودينهم، وأيضاً قد اجتمع النصارى مع من قتلوا ربَّهم "اليهود" لكى ينالوا من الإسلام وأهله، فهم لا جامع بينهم غير كرههم للإسلام وفقط،

ولأن الأيام دول، والحرب بين المسلمين والكفار سجال ، فقد شاء ربُّ العزة أن تكون الغلبة للمسلمين بالسنان، فإن وهنوا فباللسان وأعداء الأمة كلما خبت الحرب وكلُّوا ووهنوا مِن قتالِ المسلمين في الميدان، تواروا في السراديب يحيكون الحربَ باللسان وينشرون زيفَهم بما كتبت أيديهم، وفي أيام الله عِبَر وقَصص على صدق هذا الكلام، بل والأصدق مع تراه أعيننا فى هذا الزمان، فقد أجتمع اليهود والنصارى على أرض المسلمين، واستطاعوا بالمؤآمرات والخيانات أن يقيموا دولة لليهود المشردين فى جميع أنحاء الدنيا فى بيت المقدس، ولكن هيهات فمن يعتقد أن الصهاينه باقون فى أرض المسلمين فهو أحمق وواهم حتى وإن باع بعض المسلمون القضية وخانوا الله ورسوله فبعون الله سوف نسترد أرضنا ونهزم عدونا ويكون الدين كله الله بإذن الله. 



إخوانى دعوني اقول لكم واحدثكم عن العلاقة التى كانت بين الحشاشين وفرسان الهيكل، فقد أشار شيخ الإسلام والإمام الغزالي إلى هذه العلاقة الخبيثة التى جمعت هؤلاء المجرمين، فقد أقام فرسان الهيكل علاقات متميزة مع طائفة الحشاشين, فكل الشواهد تقول بأن فرسان الهيكل في سنة 1127م أي في سنة تنصيب فرسان الهيكل رسميا من الكنيسة, كانوا ضمن حامية عسكرية مرابطة للسيطرة على دمشق بتحالف مع الحشاشين لتحقيق ذلك، وترد شواهد أخرى على أنه كان هناك إستلامات لمبالغ مالية من منظمة الحشاشين، ما فسره المعاصرون لهذه المعاملات من أنها دعم من المنظمة الأم للمنظمة الأصغر وهناك من فسر على أنها كانت عبارة عن جزية.


وفي الواقع تلك التعاملات المالية، كانت جزء من علاقة مصلحة بين منظمة إرهابية (الحشاشين) ومليشيات في طريقها إلى الترقي إلى منظمة قوية (منظمة فرسان الهيكل) يجب أن تضمن تعاونها حتى لا تخرج الأمور عن سيطرتها، ففي حالة تواجد الصليبين في حالة تحفز للحرب لا يكون هناك إمكانية لتفرغ الممالك الإسلامية للحد من نشاط الحشاشين وفي نفس الوقت تضمن تسهيل مرور قوافلها التجارية عبر الأراضي التي يسيطر عليها الصليبين أو منعها من دخول الأراضي الإسلامية بهدف خلق اضطراب وخلل في اقتصادها.


فقد كانت ممارسة فرسان الهيكل تشير على أنهم يحاربون من أجل أنفسهم ومصالحهم كما تفعل كل الميلشيات الان، فالقوة التي اكتسبوها بدعم من الكنيسة والممالك جعلتهم يوظفونها لمصالحهم أكثر من توظيفها لخدمة الصليب.



فهؤلاء الحشاشون موالاتهم للصليبين أسهمت في اتساع نفوذ فرسان الهيكل، فكانوا يعملون في الجهر والعلن بين قطع الطرق ع القوافل الثمينة، وبين الوقيعة بين ملوك المسلمين حتى تنشب الحرب بينهم، وبين سرقة الخزائن وقتل الفرسان والصالحين والمخلصين من حكام المسلمين وعامتهم، وهذا يعني أنهم كانوا محترفين فى العمل المخابراتى وفى الدسائس والإغتيالات.

فالمسلمون عَانَوا الأَمَرَّين من المنظمات السرِّية، خاصَّة الفارسية الشيعية، فبعد أن أجهدتهم المقاومة، وبسط المسلمون دينَهم قبل دولتهم على إمبراطوريَّة المجوس، غدا السُّلطان للإسلام لا شريكَ له من الأديان، فحاك أولو الدَّهاء من المجوس نظامَ الطعن في الظَّهر من أولي القُربى؛ ليقينِهم ألاَّ طاقة لهم، لا بجند المسلمين، ولا جند الإسلام علمائهم فكان لهم ظاهر به الرَّحمة، وباطن مِن قِبَله الكُره والحقد، فشكَّلوا أوائل عمليَّات الاختراق للفِرَق، ثم الترقي في مراتبها بين الأتباع.

ثم الانفراد بالإدارة للمُريدين، بعدها بَث عقائدهم المجوسية، لكن بلباس إسلامي، ونَحت مُصطلحات عربية إسلامية، مع تشبيعها بالدَّلالات والمفاهيم المجوسية، فصاروا أمرًا واقعًا وشرًّا مفروضًا، وزعموا أنَّهم من الفرق الإسلامية، وما لبثوا أنْ كان لهم السُّلطان، فزعموا أنَّهم هم الإسلام، ولا أحد غيرهم، هذه المنظمات السِّرية صارت لها منظومة سِرِّية، ذات خبرة وحنكة وتَجربة بالغة النَّجاح؛ مِمَّا جعلها مدرسة لغيرها، خاصَّة أنَّ أقطابها حاكوا المؤامرة على نطاق عالمي؛ لامتداد سلطان المسلمين بين الأمم ... يتبــــــــع




 بقلم :محمد_منصور
البداية والنهاية للعلامة المجتهد الحافظ ابن كثير
مصادر اوجست كري مرجع أوربي
مصادر مفرج الكروب فى أخبار بنى أيوب

سلسلة فرسان الهيكل المقدس - الجزء الرابع -

ليست هناك تعليقات:



نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *