سلسلة التاريخ الأسود لأميركا - الجزء الثاني
إبادة الشعب الأحمر ومحنة افريقيا الكبرى
فى مقالى هذا بعون الله سوف أذكر لكم بعض من أفعال المجرمين البيض فى القارة المفقودة، ولكن دعونى أولا أقول لكم أن بعض المؤرخين الثقه قد ذكروا ان الرحالة المسلمون قد وصلوا الى هذه القارة المفقودة أولا قبل أن يأتى إليها كولومبوس بمئات السنين، وعن أوصاف سكانها يقصدون "الهنود الحمر" قد تحدثوا، وقالوا انهم قوم منقطعون عن العالم يعيشون على الزراعة والصيد وأنهم اُناس طيبون، حتى أن بعض المؤرخين المسلمين قد تحدث عن إنتشار الإسلام بينهم بعد أن وصل الرحالة المسلمين إليهم، عموماً هذا موضوع طويل وسوف نتحدث فيه بعون الله قريباً لأنه هام جداً، بارك الله فيكم وحفظكم من كل سوء وشر ورزقكم الجنة .
ذكر الكثير من المؤرخون الأوربيون المنصفون قصصاً يشيب لهولها الولدان، فقد كان الغزاة البيض يشعلون النار فى أكواخ الهنود الحمر ويقيمون الكمائن حولها فإذا خرج الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق يكون رصاص البيض فى انتظار الرجال منهم بينما يتم القبض على الأطفال والنساء أحياء لاتخاذهم عبيداً واغتصابهم جنسياً أيضاً..
وكتب أحد الهولنديين قائلاً : انتزع البيض بعض الأطفال الهنود الصغار من أحضان أمهاتهم وقطعوهم إرباً أمام أعينهن ثم ألقيت الأشلاء فى النيران المشتعلة أو النهر وربطوا أطفالا آخرين على ألواح من الخشب ثم ذبحوهم كالحيوانات أمام أعين الأمهات" إنه منظر ينفطر له قلب الحجر كما يقول الهولندى الراوى نفسه كما ألقوا ببعض الصغار فى النهر وعند حاول الآباء والأمهات إنقاذهم لم يسمح لهم الجنود بالوصول إلى شاطئ النهر ودفعوا الجميع صغاراً وكباراً بعيداً عن الشاطئ ليغرقوا جميعاً والقليل جداً من الهنود كان يمكنه الهرب ولكن بعد أن يفقد يداً أو قدماً أو ممزق الأحشاء برصاص البيض.. هكذا كان الكل إما ممزق الأوصال ،أو مضروباً بآله حادة أو مشوهاً بدرجة لا يمكن تصور أسوأ منها وتم نقل أعداد هائلة من العبيد الهنود إلى جزر الهند الغربية للعمل بالمزارع الشاسعة هناك أو لبيعهم لآخرين كما شُحن مئات الألوف منهم شمالاً إلى نيوانجلند ونيويورك حيث مقرالأمم المتحدة وتمثال "الحرية" المزعوم .
وكان المؤرخ لاس كاساس الذى فضح جرائم الأسبان فى أمريكا الجنوبية بكتابه الشهير "تدمير الهنود الحمر" قد أثار القضية أمام المحاكم الأسبانية .. فلجأت الحكومة هناك إلى تهدئة الرأى العام الثائر بإصدار قانون يمنع استعباد الهنود بشكل شخصى لكن "النصوص" كما يقول لاس كاساس لم تعرف سبيلها إلى التطبيق الواقعى أبداً فى الأمريكتين وانتشر فى كل أمريكا الجنوبية كذلك نظام بمقضاه يسيطر المالك الأبيض لقطعة أرض على كل الهنود الذين يعملون فيها أى رقيق الأرض بدلاً من الرق الشخصى كالمستجير من الرمضاء بالنار....وهكذا تمت إبادة أكثر من 100 مليون هندى أحمر من سكان القارة الأصليين على يد المحتلين الغربين البيض فى إقل من 50 عام بلقتل والحرق والغرق والسم والطاعون من أجل إقامة الإمبراطورية الأمريكية ...
ثم بعد فترة اكتشف البيض بعد إبادة معظم الهنود الحمر أنهم لن يتمكنوا من استصلاح وزراعة عشرات الملايين من الأفدنة فى القارة الجديدة أمريكا حاليا بدون جلب الملايين من الأيدى العاملة الرخيصة وهنا تأتى محنة أفريقيا الكبرى وتفتقت أذهان الشياطين عن خطة جهنمية بدأت كل دول أوروبا الغربية تقريباً تنفيذها إن الزنوج الأفارقة هم من أقوى أنواع البشر وأكثرهم جلداً وصبراً وتحملاً للمشاق والأجواء القاسية ولهذا استقر رأى المجرمين على اصطياد أكبر عدد ممكن منهم وهكذا تكالبت الوحوش البيضاء المسعورة على الفريسة المسكينة أفريقيا تنهش فلذات أكبادها بلا ذرة من رحمة أو إنسانية .
آلاف السفن الأوروبية المحملة بالجنود المسلحين بالبنادق والمدافع تقاطرت على الساحل الغربى للقارة السوداء حاملة الموت والخراب لأغلب سكانها والخطف والاستعباد والإذلال مدى الحياة لمن بقى منهم على قيد الحياة تقول المصادر الأوروبية ذاتها أن جيوش إنجلترا وبلجيكا والبرتغال وألمانيا وفرنسا وهولندا وأسبانيا ذات التسليح المتقدم الذى لا يمكن مقارنته بالسيوف والحراب التى لا يملك الأفارقة غيرها لم تجد صعوبة كبيرة فى السيطرة على الساحل الغربى لأفريقيا المطل على المحيط الأطلنطى وخلال اربعه وخمسين عاماً فقط تم خطف وترحيل ما بين 15 إلى 40 مليوناً من الأفارقة حيث تم بيعهم كعبيد فى أسواق أمريكا وأوروبا .
ونلاحظ أن المصادر الغربية ذاتها تؤكد أنه من بين كل عشرة أفارقة كان يتم أسر واحد فقط واستعباده ،بينما يلقى التسعة الآخرون مصرعهم إما برصاص الغزاة البيض وأما جوعاً وعطشاً أو انتحارًا من على ظهر السفن التى كانوا يحشرون فيها كالماشية وكثير منهم كان يلقى حتفه اختناقاً بسبب تكديس المئات منهم فى أقبية السفن فى مساحة عدة مترات بلا تهوية أو طعام أو مراحيض ....يتبع مع الجزء الثالث
بقلم : محمد منصــور
ليست هناك تعليقات: