الرجل الثاني في نظام الأسد يقر بوجود فاسدين محميين زيادة عن اللزوم ويبدي عجزه عن اقتلاعهم
أقر الرجل الثاني في نظام بشار الأسد، بوجود فاسدين يحظون بحماية استثنائية تجعل محاربتهم وإبعادهم أمرا صعبا، لكنه لم يسم أحدا من هؤلاء الفاسدين.
فقد اعترف الأمين القطري المساعد لحزب البعث “هلال هلال” على صفحته الرسمية بأن “هناك فاسدون محميون زيادة عن اللزوم، ولهم مرجعيات مختلفة يصعب اقتلاعهم”، مكتفيا بهذا القدر دون أن يوضح ما هو شكل الحماية، ومن هي “المرجعيات” التي تحمي هؤلاء، بصورة تجعل الرجل الثاني في النظام غير قادر على مواجهتهم و”اقتلاعهم”.
ورغم أن بشار الأسد ألغى من دستوره الفقرة التي تنصب “حزب البعث” كـ”قائد للدولة والمجتمع”، فإن الواقع اليومي يشهد بأن لاشيء تغير، فالحزب ما زال يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة، ولجانه وممثلوه حاضرون في كل مجال (الجيش، المخابرات، الحكومة ووزارتها، البرلمان، المجالس المحلية، التعليم، الرياضة…)، بل إن المسؤول الحزبي في أي دائرة ما يزال أعلى سلطة فيها.
وجاء كلام “هلال” عن الفاسدين المحميين بشكل استثنائي، بعد وقت قصير من انتهاء ما يسمى “انتخابات الإدارة المحلية”، والتي أفرزت كالعادة “نتائج” محسومة بفعل القوائم المعدة والمفروضة من قبل “حزب البعث”، والمعممة على جميع المحافظات، ما جعل هذه “الانتخابات” كسابقاتها منذ اغتصاب “البعث” والأسد للسلطة مجرد إجراء شكلي، ومع “شكليتها” هذه فإنها لا تخلو من فساد عريض ومحسوبيات وتناحرات، ليس على المناصب بقدر ما هو تناحر على المكاسب التي يمكن للشخص جنيها من وراء المنصب بعد أن يصل إليه.
ليست هناك تعليقات: