معتقل يعيش 7 سنوات في جحيم الأسد ويروي بعض فظائع فرع التحقيق بمطار “المزة”
خرج (أ . ع) من معتقلات النظام مؤخرا بعد سبع سنوات من الاعتقال بسبب مشاركته في المظاهرات السلمية التي خرجت لإسقاط نظام الأسد في مدينته في شهر آذار مارس من العام 2011.
ونقل المعتقل، الذي فضل الاكتفاء بالترميز لاسمه، لـ”زمان الوصل” جانبا مما رآه وشاهده خلال فترة اعتقاله في فرع التحقيق التابع للمخابرات الجوية في مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق خلال فتره اعتقاله فيه، والتي دامت حوالي سبعة أشهر، إلا أنه مازال يتذكر تفاصيل كل يوم وكل ساعة قضاها في ذلك المكان المظلم الذي قضى فيه الآلاف من السوريين تعذيبا على عناصر وضباط الفرع المذكور.
وتابع (أ .ع) حديثه قائلا “في فرع التحقيق في مطار المزة شاهدت معتقلين سوريين من جميع الفئات والأعمار من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 75 إلى الأطفال في سن 12، إضافة للنساء اللواتي كنا نسمع صرخاتهن عندما كن يتعرضن للتعذيب خلال جولات التحقيق”.
ويضيف “كنت شاهدا على وفاة عشرات المعتقلين بسبب التعذيب”.
وفي وصفه لمكان اعتقاله في فرع “التحقيق” في مطار “المزة” قال المعتقل إن الفرع يحوي على 3 طوابق تحت الأرض، وفي كل طابق ممران طويلان يفصلان بين العشرات من الزنازين الصغيرة التي كان يوضع بها حوالي 10 إلى 15 معتقلا وأحيانا، وينتهي الممران بفسحة والتي تعتبر مسلخا للشبح والتعذيب الذي كان يتفنن السجانون بممارسته على المعتقلين دون أي اعتبار لأعمارهم أو جنسهم فالمهم بالنسبة لهم انتزاع الاعترافات والتلذذ بالتعذيب لإرضاء ساديتهم وغرائزهم الإجرامية، كما يقول.
ومن أساليب التعذيب الوحشية التي كان يمارسها جلادو الفرع بحسب (ا.ع) هي وضع المعتقل بما يشبه شبكة الصيد وتعليقه في الهواء لمدة أيام، حتى تدخل تلك الخيوط بجسده الذي يبدو كأنه تعرض للتشطيب بالمشرط.
وأردف أن ضباط التحقيق كانوا يستعينون في جولات التحقيق مع المعتقلين بطبيب، والذي تنحصر مهمته بالتأكيد على أن المعتقل الذي يتعرض للتعذيب مازال يحتمل أكثر لانتزاع الاعترافات وأنه من المبكر على موته، على الرغم من أن أغلب المعتقلين كانوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد إعادتهم سحلا إلى الزنارين.
ويقول “بعد نقلي من إحدى الزنازين الانفرادية التي أمضيت بها حوالي 60 يوما نقلت إلى إحدى غرف الاعتقال الجماعية، وفيها شاهدت المئات من المعتقلين وخصوصا من مناطق وبلدات ريف دمشق وحماه، والتي كان لأهلها في ذلك الوقت النصيب الأكبر من الحملات العسكرية والمداهمات التي تقوم بها قوات النظام، وكثيرا ما كان السجانون يستدعون أبناء منطقة معينة تحديدا من ريف دمشق وإخراجهم إلى حفلات تعذيب انتقاما منهم لمقتل بعض رفاقهم خلال تلك الحملات”.
ليست هناك تعليقات: